تذكر دائماً ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) ولا تنسى ( من يعمل سوء يجزى به ) والجزاء من جنس العمل، وأن الله يمهل لا يهمل، فاحذر أشد الحذر من عقاب الله، وإياكَ من محقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على المرء حتى يُهلكّنه .
أخي المسلم – إن كنت صاحب غيرة وشرف، إياكَ إذاً أن تتلاعب في مشاعر الفتيات، فإنها من المعاصي والذنوب والأمور المحرمة في الاسلام، ولتكن على حذر، فالأمر جد خطير، وأسوق لك قصة تبكي العين الخاشعة، وينفطر لها القلب المؤمن .[1]
قصة من الواقع ... عساك تعتبر (هذا الشاب لعب بعواطف ومشاعر فتاة ، تكررت المشاعر الكاذبة والعواطف الخدّاعة لتصبح المتغافلة سجينة سهلة للهدايا المتبادلة وللهواتف المتأخرة من الليل والرسائل الغرامية والمعاكسات المسجلة ، لتصبح وسيلة ضغط جيدة !! ليسلب بها أعز ما تملكه ! وما هي إلاّ لحظات حتى تركها وحدها تعاني العار والفضيحة، وقد انهمرت دموعها التي انهمرت من قبل فرحة بمعرفته !! ومرت الأيام وإنقضت، وكلٌ ذهب في طريقه، وبعد أعوام ليست طويلة عاد ذلك الذئب البشري إلى بيته في منتصف الليل منهكاً من العمل؛ ليُفاجئ بما لم يتوقعه ! إنها الفضيحة والعار الذي ألحقه بتلك الفتاة، يسري إلى بيته إلى أعز أحبائه . نعم ، فلقد وجد ابنته تعاني ما عانته تلك الفتاة !! ) فكما تدين تُدان ! فهذا ليس بالأمر الغريب !!
إن الزنا ديّن إن استقرضته كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزن في قوم بألفيّ درهم في أهـله يُزنى بربـع درهـم
قل لي بربك ماذا تجني من سيرك مع تلك الفتاة التي خانت عهدها مع الله وثقة أهلها بها ؟! وخانت نفسها وظنت أنها شريفة !! فكن على حذر منها، فمن خان الله لا تؤمن عهوده ولا تقرب حدوده ، فإن كيدهن عظيم، من هانت عليها أن تدنس شرفها يهون عليها خيانة زوجها! فهل ترتجي أن تنكحها وأن تكون لك زوجة ؟!
أخي الحبيب – إن الفتاة التي تخون الله عز وجل ولا تخشاه توقّع منها أي شيء ، خاصة إذا اكتشفت أنك تتلاعب بعواطفها لتقضي وقت فراغك كما تزعمون ! فهي الآن تعيش ظروفاً صعبة ، وجئت أنت لتكون في نظرها فارس أحلامها !! فإنها لن تتوانى في عمل المصائد والمكائد لك، إذا علمت أنك أوهمتها وجعلتها مجرد تسلية لقضاء الوقت ، كن على حذر، أم تحسب أصابع اليد واحدة ؟ لا ورب الكعبة، فإن لم تنتقم هي فسيأتي من ينتقم !!
إياكَ ثم إياكَ ، أن تقول ( إنما الأعمال بالنيات )[2] وأنا قلبي ابيض من الحليب … ونيّتي أنقى من الكثير ممن يدعون الالتزام … وأنوي الزواج فعلا ممّن أمشي معها! ولكن أنتظر الفرصة الجيدة حتى أؤسس نفسي ؟!! فلماذا لم تُؤسس نفسك قبل خداع تلك الفتاة ؟
وقفاً على طلل يـظن جميلاً
|
مَلَّ السلامة فاغتدتْ لحظاته
|
حتى تشـحط بيـنهم قتيلا
|
مازال يُتبــع إثره لحظاته
|
[1] أختي الغالية أنصحك بقراءة كتاب حراس الفضيلة للشيخ بكر أبوزيد ، وكتاب اقرئي يا فتاة الاسلام حتى لا تخدعي للشيخ صالح البليهي ، ولقد خصصتك أختي في رسالة أسميتها ( الدرر اللامعة في نصح فتاة الجامعة )
[2] الكثير من العوام يتلفظون بهذا الحديث ، وهم لا يعلمون ماذا يعني الحديث ، والمقصود من الحديث أن النية يجب أن تكون مطابقةً للعمل ، لأن ( الباء ) هنا تفيد المصاحبة . فما وقر بالقلب ظهر على الجوارح ، وصدقه العمل .
0 التعليقات:
إرسال تعليق